سمعتُ كثيراً عن المخرج خالد يوسف وقوّة أفلامه .. إلا أنّه لم يتيسّر لي من قبل أن أشاهد منها حتّى رأيت مُلصقاً كبيراً على باب إحدى محال بيع الأفلام … دخلت وأخذت نسخة DVD .. دكّان شحاتة رمز لعطاء الأب غير المحدود لابنه الأصغر وتفضيله على باقي أخوته، وهو رمز لغيرة الأخوة من أخيهم الصغير. ويُقدّم غلاف الـ DVD للفيلم (الوجه الخلفي) على الشّكل التّالي …
شحاتة(عمرو سعد) هو ابن الجناينى (محمود حميدة) الذى فتح دكان فاكهة و اطلق عليه اسم ابنه شحاتة. يعانى شحاتة من سطوة اخوته و معاملتهم السيئة له لغيرتهم الشديدة منه و التى تنتهى بمسأة.
الفيلم يناقش مشكلة تدمير القيم المصرية الأصيلة و الحال السيئة التى وصل المجتمع اليها و كيف يرى المخرج خالد يوسف تأثير هذا على المستقبل.
يستعرض الفيلم في بدايته أحداث سريعة مُختارة بعناية على ما يبدو .. بالخطف السريع إلى الماضي من 2013 حيث يتنبأ الفيلم بالمستقبل .. إلى سنة 1981 عندما اُغتيل الرئيس الراحل أنور السّادات .. مروراً على أحداث عديدة تعرّضت لها مصر… يذكّرنا .. بأحداث 6 أبريل .. وكارثة الدّويقة .. خطاب أوباما .. إحراق مجلس الشورى .. ومنها رحيل المخرج يوسف شاهين (لا بدّ أنّه لتقدير خالد يوسف له دور في ذلك) … بعض الأحداث على الحدود الفلسطينية المصرية … حريق مسرح بني سويف .. الأحداث الإرهابية منذ سنوات عديدة في مصر .. احتراق قطار الصعيد .. وأحداث عالمية أُخرى .. كوفاة عرفات .. أوسلو .. إنهيار الاتحاد السوفيتي .. وتولّي حسين مبارك الرئاسة 1981 … وصولاً كما قلنا إلى سنة 1981 عند ولادة بطل الفيلم .. شحاتة (عمرو سعد) ..
يُذكِّر الفيلم بأداء الرئيس الجديد حسني مبارك “اليمين الدستوري أمام مجلس الشعب وسط تفاؤل دولي وعالمي إثر تصريحاتٍ لسيادته بضرورة القضاء على الفساد *وحق تداول السلطة*” والسؤال هنا .. حق تداول السلطة؟ .. هل هي معطوفة على الفساد؟ أم هي ضرورة معطوفة على “القضاء على الفساد”؟
أمّا عن المستقبل الّذي يستشرفه الفيلم .. هو أزمة غذاء وبطالة ستجتاح مصر .. انفلات أمني .. وصعود “البلطجة” … وبطش الإسلاميين المتطرّفين وانفلاتهم ..
تعرّفت لأوّل مرة على عمرو سعد … هذا الشّاب المُبدع ذي الأداء الرّائع … وأتوق لرؤية المزيد منه ..
كما أنّ أداء هيفاء وهبي فاجأني للغاية … ولم أتوقّع منها أداءاً رائع كهذا .. لقد اعتدت ألّا أشاهد فنّها الاستعراضي الإغوائي .. لأنّه لم يكن ما أنتظره من مغنّية … حقيقةً .. سيُتاح للعرب أن يروا هيفاء وهبي بوجه إنساني جديد … وسيُتاح لهم أن يتعاطفوا معها في سعيها المستميت للدّفاع عن حبّها لشحاتة .. بعدما كانت بنظر العديدين .. عاهرةً يكيلون لها ولفنّها الازدراء علناً .. ويحلمون بها في اللّيل 😀 ولَفَتَ انتباهي عدم اعتماد مخرج الفيلم ومنتجه على صوتها أبداً .. فقط على موهبتها كممثلة …
ولا أنسى أداء غادة عبدالرازق لدور (نجاح أخت شحاتة) .. فقد كان مُتقناً رغم صعوبته … وهناك ممثّل أخذ دور كرم (للأسف لا أعرف اسمه لأشير إليه) حيث أضاف دوره مسحة كوميدية على الفيلم …
الموسيقى التصويرية أعجبتني … وهي الموسيقى الّتي يُمكن أن تراها في العديد من الأفلام المصرية الحديثة … وهنا أنقل لكم هذا الخبر من موقع محطة مصر .. حول الموسيقى والأغاني في الفيلم ..
في أول تعاون بين شركتي “بيراميديا” و”مصر للسينما” وقع المنتج “ريتشارد الحاج” رئيس مجلس إدارة شركة بيراميديا عقداً مع المنتج السينمائي “كامل أبو على” لإصدار ألبوما غنائياً يتضمن أغاني فيلم “دكان شحاتة” بعد أن أستقر المخرج “خالد يوسف” على أن يتضمن الفيلم سبع أغنيات بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية ويعكف حالياً المخرج خالد يوسف على عمل فيديو كليب يتناسب وأحداث فيلم “دكان شحاتة ” ليتم عرضه على الفضائيات خلال الأيام المقبلة تمهيداً لعرض الفيلم وإصدار الألبوم والأغاني التي يتضمنها الألبوم هي أغنية “أنا عاشق” وهى دويتو ما بين “نهال نبيل” و “أحمد سعد” الذي يغنى بصوته معظم أغاني الألبوم إلى جانب مشاركه الموسيقار “يحي الموحى” في وضع الموسيقى التصويرية ومن الأغاني التي يقدمها أحمد سعد أغنية ” السجن ” وأغنية ” مش باقي منى ” وجميعها من كلمات الشاعر “جمال بخيت” إلى جانب أغنية “الفقر” من كلمات الشاعر “إبراهيم عبد الفتاح” كما سيتضمن الألبوم ” موال صعيدي” بصوت الشيخ عارف و أغنية بعنوان ” مين يهمه ” للمطربة “إنصاف ” من كلمات ” كوثر مصطفى” و ألحان “أحمد إسماعيل” وتوزيع “يحيى الموجي“ ..
هناك أغنية اسمها … “مش باقي منّي غير شوية ضيِّ في عنيَّ” (خامسة في الألبوم) جميلة جداً .. من أداء أحمد سعد (أداء جميل جداً) .. وهي الأغنية في بداية الفيلم …
مش بائي منّي غير شويّة ضيِّ في عنيَّ
أنا حدُّهُملِك وامشي بصبري في الملكوتيمكن في نورهم تلمحي خطوة
تِفْرِئ معاكِ بين الحياة والموتمش بائي منّي غير شويّة ئِوّة في ارادتي
حاسبي عليهم وانتي بتْخَطّيمش بائي منّي غير شويّة ضيِّ في عنيَّ
أنا مش عايزه
لو كنت يوم ه المحك يوم وانتي بتوطّي
في معركة ما فيهاش ولا طيّارات ولا جيشوانتي ف طبور العيش
بتبوس إيد الزبانية واللُؤمةبتبوسي إيد الزّمن ينوّلك لُؤمة
من حئّك المشروع
مش بائي مني غير
شهأة بنفس مأطوع
وانا صوتي مش مسموع
يا حلمنا الموجوع
من المرور ممنوعمستنّي لما يمرّ موكب سلاطينك
ومش بائي منّي غير شوية كفر ب شروئِكعلى شوية رحمة من تينك
على شوية صبر من دينكمش بائي منّي غير شوية لحم في كتافي
بلاش يتبعتروا في البحرومش بائي منّي غير شوية لحم في كتافي
بلاش يتحرؤوا في أطر الصعيد في العيدبلاش لكلب الصيف لينا وليهم*
خدي اللي بائي من الأمل فيهم
وابنيلي من عضمهم في كل حارة مآل
وزوريني مرة وحيدة لو كل ألفين عام
ألم الجراح يتلم
ومش بائي مني غير شوية دم
متلوثين بالهم
مُرّين وفيهم سِم
ومش بائي مني غير شوية دم
ما أأدرش أسئيكي مواجعهموبردوا ما أأدرش أرميكي وأبعهم ..
يمكن في مرة تطلبيني شهيد
حاحتاج يوميها الدم .. يمضي على شهادتي
* غير متأكد من صحة الكلمات ..
المهم .. تعرّض الفيلم خلال إعداده إلى حملة تشويه كبيرة .. فمثلاً في أحد العناوين .. أنّ خالد يوسف طرد المصلين ليصوّر مشهداً جنسياً في المسجد! عنوان آخر: هيفاء وهبي ترتدي البرقع ووُصف ذلك على أنه إساءة لنساء المسلمين .. حيث كان الخبر أنّ هيفاء وهبي ارتدت البرقع لكي تقوم بأمور سيئة .. وكل ما سبق غير صحيح ولا يوجد في الفيلم … وكل ما هنالك أنه تم تصوير زيارة للحسين في مسجد الحسين .. والبرقع لزيارة حبيبها في السجن ..
هناك مشهد واحد فقط قرأت عنه وكان في الفيلم .. وهو التهاء بعض الصوفيين في مدينة الملاهي عن *عبادتهم* مقابل النظر إلى داخليات هيفاء وهبي على المرجوحة!
بالمختصر .. الفيلم جميل جداً .. على غير عادة الأفلام العربية .. وفيه رسالة مهمة .. وقد وصلت .. وأنصح الجميع بمشاهدته وعدم تفويته ..
حوار في منتدى نغم عن الفيلم:
http://www.nagam.org/showthread.php?t=3971